العمل الوظيفي والعمل الحر

سنتناول في مقالنا هذا العمل الوظيفي والعمل الحر ماهو وما أنواعه وما أهميته :
يُعبِّر مفهوم العمل في اللغة العربية عن أيّ نشاط يحتاج بذل الجهد لتحقيق غاية أو نتيجة معيّنة، ويُشير في الغالب إلى المهنة أو الحِرفة التي يُمارسها الفرد.
أمّا اصطلاحًا فيُشير العمل إلى أي واجب منتظم يقوم به الفرد فكريًّا أو بدنيًّا من أجل تنفيذ مهمّة ما تتطلّب جهدًا مقابل الحصول على أجر أو مكافأة مالية، وقد يكون العمل اضطرارًا أو إجبارًا.
أمّا في زماننا يُعتبر العمل هو العامل الأول والرئيسي للحصول على تكاليف المعيشة من مال، حيث يقوم جميع الأشخاص القادرين على القيام بحرفة ما أو مهنة بالعمل في هذه المهنة لكسب المال.
ويقسم العمل إلى قسمين :
1- عمل بدني أو جسدي
2- عمل عقلي أو فكري.
في الأول يقوم صاحب العمل بالقيام بمجهود بدني عالي لإنجاز عمله مهما كانت الغاية منه .( كأصحاب الحرف من حدادة وصيد وبناء ..الخ )
أما في الثاني فيقوم بجهد دماغي وفكري ، لايبذل فيه أي مجهود بدني . (كالكتابة والتمثيل ..)
وقد يجتمعان سوياً أي يتطلب العمل إستخدام القوة الجسدية والفكرية ( كالرسم والتجارة والطب ..)
وهناك عمل يُراد به فائدة إن كان لفرد أو مجتمع ، وآخر يُراد به إلحاق ضرر
دعونا نلخص أهمية العمل على المستوى الفردي والمجتمعي:

بالنسبة للأفراد :
يعتبر العمل سمة مهمة في الهيكلة : الهوية الشخصية والاجتماعية. الروابط الأسرية والاجتماعية ؛ طرق جني الأموال . وبالتالي الوصول إلى عدد من السلع والخدمات والأنشطة الأساسية وغير الأساسية ،
مستوى النشاط .
الرفاه الجسدي والعقلي . الثقة بالنفس واحترام الذات . الشعور بتقدير الذات من خلال الشعور بالمساهمة في المجتمع أو الصالح العام.
بالنسبة للمجتمعات :
يعتبر العمل سمة مهمة في: تعزيز التماسك المجتمعي والسلامة، زيادة المشاركة المدنية ، تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، تنظيم الحياة الاجتماعية على المستوى الكلي، حل الأزمات .
الأزمة :
هي حدث نادر نسبيا، إنها غير متوقعة وغير مرغوب فيها وغير سارة ، تتسبب في اختلال توازن القوى و اضطرابات كاملة للعديد من قطاعات الأعمال والحكومة حول العالم.
تظهر التجربة أنك إذا لم تكن تخطط للأزمات ، فإن العواقب تكون أسوأ بكثير عند اندلاع الأزمة*.
*الأسباب التي من الممكن أن تتسبب في أزمة :
حسب الخبير في القضايا والأزمات *توني جاك * أن الأسباب الحقيقية للأزمات هي كاللآتي :
ممارسات الصيانة السيئة
خطأ بشري
تخطيط سيء
فشل مادي
السلوك غير الأخلاقي أو غير النزيه
ثقافة غير مستجيبة
فشل القيادة
حكم ضعيف
التدريب غير الكافي ، مثل عمال الصيانة أو المصممين أو المحاسبين
-الأزمات المفاجئة مقابل المفتعلة :
حوالي 70٪ من الأزمات تكون مشتعلة يمكن التنبؤ بها. حوالي 30٪ فقط تكون مفاجئة وغير متوقعة على الإطلاق.
وفي أغلب الأحيان يكون للقائمين على العمل علم بالمخاوف المشتعلة ، أو كان ينبغي أن يكونوا على علم بها قبل أن تتحول إلى قضايا وأزمات كبرى. فلو وُجد التخطيط لكان من شأنه أن يقلل من معظم الأزمات وتجنبها .
وهنا حسب دراسة إمريكية تناولت تحليل لأصول الأزمات استنجت ما يلي:
50٪ من المديرين كانوا مسؤولين
32٪ من الموظفين كانوا مسؤولين
18٪ أسباب أخرى
إدارة الأزمات تتطلب نظام إدارة قائم على الموقف يتضمن أدواراً ومسؤوليات واضحة ومتطلبات تنظيمية متعلقة بالعملية على مستوى الدولة.
يجب أن تشمل الاستجابة العمل في المجالات التالية:
منع الأزمات ، وتقييم الأزمات ، ومعالجة الأزمات وإنهاء الأزمة. الهدف من إدارة الأزمات هو الاستعداد جيدًا للأزمة ، وضمان استجابة سريعة وكافية للأزمة ، والحفاظ على خطوط واضحة للإبلاغ والتواصل في حالة حدوث أزمة ، والاتفاق على قواعد إنهاء الأزمة.
ويمكن النظر إلى إدارة الأزمات بأنها:
· مجموعة الإستعدادات والجهود الإدارية التى تبذل لمواجهة أو الحد من الدمار المترتب على الأزمة.
· أو هي عملية الإعداد والتقدير المنظم والمنتظم للمشكلات الداخلية والخارجية التى تهـدد بدرجـة خطيـرة سـمعة
الشركة، وربحيتها أو بقاؤها في السوق.
· أو هي القدرة على إدارة الشركة قبل وأثناء وبعد حدوث الأزمة.
الأن نتطرق إلى الحلول التي من الممكن أن تخرجنا من دائرة الأزمة سواء كانت على الصعيد الفردي أو الجماعي :
1.طريقة فرق العمل: حيث يتطلب الأمر وجود أكثر من خبير ومتخصص في مجالات مختلفة ليتم حساب كل عامل من عوامل الأزمة وتحديد التصرف المطلوب مع كل عامل.
2. طريقة الاحتياطي التعبوي للتعامل مع الأزمات: حيث يتم تحديد مواطن الضعف ومصادر الأزمات فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه إذا حصلت الأزمة.
3. طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع الأزمات: وهي أكثر الطرق تأثيرا وتستخدم عندما تتعلق الأزمة بالأفراد أو يكون محورها عنصر بشري.وتعني هذه الطريقة الإفصاح عن الأزمة وعن خطورتها وكيفية التعامل معها بين الرئيس والمرؤوسين بشكل شفاف وديمقراطي.
4. طريقة الاحتواء: أي محاصرة الأزمة في نطاق ضيق ومحدود.
5. طريقة تفريغ الأزمة من مضمونها: حيث يكون لكل أزمة مضمون معين قد يكون سياسيا اواجتماعيا أو دينيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو إداريا وغيرها، ومهمة المدير هي افقاد الأزمة لهويتها ومضمونها وبالتالي فقدان قوة الضغط لدى القوى الأزموية.
6. طريقة تفتيت الأزمات: وتعتمد هذه الطريقة على دراسة جميع جوانب الأزمة لمعرفة القوى المشكلة لتحالفات الأزمة وتحديد اطار المصالح المتضاربة والمنافع المحتملة لأعضاء هذه التحالفات ومن ثم ضربها .
7. طريقة تدمير الأزمة ذاتيا وتفجيرها من الداخل: وغالبا ما تستخدم في حالة عدم توفر المعلومات الكافية عن الأزمة ويتم التعامل مع هذه الأزمة على النحو التالي:
ضرب الأزمة بشدة من جوانبها الضعيفة.
استقطاب بعض عناصر التحريك والدفع للأزمة
تصفية العناصر القائدة للأزمة
ايجاد قادة جدد أكثر تفهما
8. احتواء وتحويل مسار الأزمة:
وهنا يتم تحويل الأزمة إلى مسارات بديلة ويتم احتواء الأزمة عن طريق استيعاب نتائجها والرضوخ لها والاعتراف بأسبابها ثم التغلب عليها ومعالجة افرازاتها ونتائجها، بالشكل الذي يؤدي إلى التقليل من اخطارها.
في النهاية إن حرصنا على تقديم حلول تكنولوجية للتحديات التي تواجهها حضارتنا هو ما يدفعنا لتبنِّي منهجيات بعينها في التعليم، ومن دون أن يكون لدينا قاعدة علمية مكتملة لن نستطيع دفع الأزمات وحلها.
يجب أن يكون لدينا من جميع التخصصات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانيات ، هذا يؤدي دورًا كبيرًا في تطوير قدرتنا على تخيُّل عالم بديل قادر على مواجهة أي أزمة .

ما الفرق بين العمل الوظيفي والعمل الحر :
هل أختار العمل الحر أو عمل ثابت دائم !!
بالطبع هناك أناس يفضلون الإستقرار والعمل الثابت في بيئة عمل مناسبة ضمن جدول زمني معين ، من جهة أخرى يُفضل البعض الآخر العمل الحر الذي لا يربط صاحبه بعقد أو إتفاق عمل حيث يكون هو ـ مدير نفسه ـ أي لايعمل لحساب أحد يعمل لنفسه فقط .
مزايا العمل الحر :
.a يمكن صاحبه تحديد جدول زمني خاص به دون التقيد بآخر يُفرض عليه .
.b يختار الأعمال التي يحبها ويريد أن يقدمها وفي أي وقت شاء فليس هناك من يحاسبه .
.c ومن ناحية الأرباح المادية تشير الإحصائيات إلى أن العمل الحر يُدر على صاحبه 45% زيادة عن الموظفيين العاديين لأنه هو وحده من يتحكم بالربح ولن يتقاسمه مع أحد .
.d يعمل بإرادته بطاقته ولا يملي عليه أحد ما يجب فعله فلا يتعرض للضغط من أحد ولا يستنزف أكثر من طاقته
.e تنوع المجالات إذ يمكنك العمل بأكثر من مجال في آن واحد
سلبيات العمل الحر :
.a توفر رأس مال يعينك على بداية ما ستقدم عليه في أي مشروع من أدوات ومستلزمات ومكتب خاص بك .
.b عدم وجود التأمين فهذا تحصل عليه إذا كنت تعمل لحساب دولة أو مؤسسة عامة لتضمن به معيشتك إن حدث مرض أو حادث عمل أو التقاعد .
.c دفع الضرائب هذا يجعلك تحدد قسماً من أرباحك تدفعها شهرياً للدولة .
مزايا الوظيفة الثابتة :
⦁ العامل الدائم يعمل بأجر ثابت منتظم وفي اختصاص ومهمة معينة فيكون العمل متقاسم بين عدة عمال مما يخفف من تعب كل عامل .
⦁ في العمل الثابت تحصل على أجرك سواء في أيام العطل أو المناسبات أو حالات المرض هذا مالا يُحصل عليه في العمل الحر.
سلبيات الوظيفة الثابتة :
1⦁ أن تعمل في وظيفة ثابته لايعني أنه لايمكن إنتزاعها منك فقد يتم طردك منها لخطأ تفعله فتبقى عاجزاً عن دفع نفقات معيشتك.
2⦁ إن الدخل الثابت يضمن لك الآمان المالي ولكن لايسمح لك بأن تحقق ثروة كبيرة .
3⦁ لا يشجعك العمل الثابت على التطوير والإبتكار لأنك تعلم أنك مهما بذلت من جهد ستحصل على نفس المرتب.
4⦁ العمل يكون مقيد ومحدود وغالباً مايتم تكراره كل يوم على نفس الوتيرة ممايُفقدك الإحساس بالإنجاز ويتحول إلى روتين.
هل العمل الحر أفضل أم الوظيفة الدائمة : هذا الأمر يتوقف عليك وعلى ماذا تفضل أنت ـ المهم أن تختار مايناسب احتياجاتك ومتطلباتك وظروف حياتك ولك أن تجرب الأثنين وهناك من جمع بينهما لذا لديك كل الإمكانيه لإطلاق العنان لنفسك .
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.