خاتم النبي سليمان
خاتم النبي سليمان: خاتم غريب يقال ان الشياطين طمعت به. قدراته العجيبة مرعبة ..منها : اخضاع الانس والجن والحيوانات وحتى الريح
روايات غريبة درات حوله.. كيف سُرق وكيف عاد الى صاحبه. شكله مجهول و حقيقته لغز كبير. .ويقال أن اسم الله الاعظم محفور عليه
الخاتم مفقود ولكن الاساطير حوله غامضة الى يومنا هذا
قصة النبي سليمان مليئة بالتفاصيل التي شغلت العالم ابتداءً من هيكله المزعوم. وصولا الى خاتمه العجيب والذي سنتحدث عنه اليوم. ونحاول الاجابة على سؤال محوري الا وهو هل خاتم سليمان حقيقي ! وهل هو موجود ام لا !
لاشك أن الطبيعة البشرية تعشق الروايات والاساطير بحيث يتم التداول بها. من دون التأكد من حقيقتها. وكل ذلك من جملة واحدة تكون قد ذكرت في كتاب او مخطوطة. حتى تصبح هذه الحكايات راسخة في الاذهان كأنها حقيقة مبرمه
ماهو خاتم سليمان . شكله ومما هو مصنوع وماهي القدرات الخاصة التي فيه:
اول من جاء على ذكر خاتم سليمان هم : اليهود فقد ذكرت قصته في التلمود. وتناقلتها الاجيال لاحقا مع اضافة بعض التفاصيل
خاتم سليمان هو صاحب قدرات عظيمة بحسب الروايات اليهودية.. أنعم بها الله على نبيه سليمان بن داوود لإخضاع الجن والشياطين والتواصل مع الحيوانات والجماد.. وحتى الريح.
ليس هذا فقط اذ يقال ايضا ان الخاتم يستطيع معالجة امراض الجسم النفسية والجسدية. لاسيما ان اسم الله الاعظم محفور عليه .
جميعنا يعلم القصص والروايات التي تنسب الى النبي سليمان وبعضها مذكور في القران :
يقال ان الملك سليمان كان متوجها مع جيشه في احدى المرات الى مملكة في الجنوب. وهي مملكة سبأ فكان وادي النمل من المحطات التي لابد لهم من المرور فيه..
بعد وصولهم الى مشارف الوادي. اطلقت النمل صافرات الانذار في كافة ارجاء المملكة. لتطلب من الجميع اللجوء الى مساكنهم خوفا من دهسهم من قبل رجال سليمان من دون ان يشعروا
سمع النبي سليمان قولها وفهم حديثها. ويعتقد البعض ان ما حدث هو بسبب الخاتم الذي يرتديه في اصبعه. فامر جيشه ان يسلكوا طريقا اخر في الصحراء كي لا يوقعوا اي ضرر على مملكة النمل
وقد جاب النبي سليمان الصحراء اياما وليال حتى نفذ الماء من عندهم. مما اصبح يشكل خطرا عليهم ،لذلك امر النبي سليمان الجن والشياطين بحفر ابار في الصحراء بحثا عن مياه للشرب
ولكن للأسف باءت كل محاولاتهم بالفشل. هنا سخر النبي سليمان الريح لتحمل السحب الماطرة اليه. وهذا ما حصل حسب الرواية فهطل المطر غزيرا عليهم ولم يتوقف حتى ملأ الجيش جميع جرارهم بالماء
مما صنع خاتم سليمان :
لايوجد نص تاريخي موثق يتناول المواد المصنعة للخاتم. الا انه يقال أنه مصنوع من 7 معادن : الرصاص، القصدير، الحديد، الذهب، النحاس، الزئبق والفضة
وبحسب الروايات فأن لهذه المعادن القدرة على درء شر الجن والشياطين والتحكم بها..
* لا احد يعرف شكل الخاتم بالتحديد. ولكن حسب بعض الرسوم التي تم نسبها اليه فقد حفرت نجمة سداسية عليه وقد باتت فيما بعد رمزا لليهودية

اما اللغز المحير فهو اين يوجد الخاتم :
في الواقع لم يتم العثور عليه اطلاقا ومازال مختفيا الى اليوم. فالبعض يقول لن يتم العثور عليه ابدا لأنه ليس موجود بالأصل.. بل مجرد اسطورة
في حين يقول اخرون لم ولن يتم العثور عليه. وذلك تحقيقا لرغبة النبي سليمان فهو بحسب الآية الكريمة في سورة ص قد طلب من الله ملكا لا ينبغي لاحد من بعده
قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب
قصة خاتم النبي
بحسب الروايات اليهودية: الخاتم السحري هو هبة من الله للنبي سليمان الذي حكم بني اسرائيل. وبفضله خضع له الانس الجن والشياطين. تمكن أحد الشياطين من سرقة الخاتم بعد ان خدع زوجة سليمان الذي كان الخاتم بحوزتها..
وبعد ان طالب سليمان بالخاتم لم تعرفه زوجته بتأثير من الشيطان فطردته من القصر وعمل صيادا ..مرت الايام وانكشفت حقيقة الشيطان. وخلال محاولة هروبه من القصر وقع الخاتم منه في البحر. وعاد الى النبي سليمان في جوف سمكة هذه القصة التي يتناولها اليهود
الا ان العلماء والمفكرين المسلمين رفضوها رفضا قاطعا لأنها تحط من مكانه انبياء الله ولاسيما نبيه الحكيم سليمان
هناك العديد من الروايات والاساطير التي انتشرت عن خاتم سليمان التي انبثقت من الروايات اليهودية. إذ توسعت بها وبتفاصيلها.والبعض الآخر فسر آيات القرآن الكريم على شكل آخر. من بين هذه الآيات ما جاء في سورة ص إذ قال تعالى:
ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال ربي اغفر لي وهبني ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك انت الوهاب
انتشرت عدة تفسيرات للآية الكريمة.. الا انها لا تستند الى اي نص ديني موثق ما أدى الى تغذية بعض الروايات والاساطير
حيث يقول البعض ان هذه الآية تشير الى ان النبي سليمان مر بحالة ضعف شديد لم يقوى على فعل شيء فبات كأنه جسدا على عرشه
الى ان طلب من الله ملكا لا يحصل عليه اي أحد من بعده فكان ان وهبه الله القدرة على تسخير الانس والجن والريح والتواصل مع الحيوانات
التفسير الثاني : قرر النبي سليمان ان يمر على جميع زوجاته علّه يرزق من كل واحدة منهن بولد ولكنه لم يرزق سوى بولد واحد
وعندما أبصر ابن سليمان النور خاف عليه خوفا شديدا من الشياطين… فأمر الرياح أن تحمله الى مكان لا يصل اليه الشياطين مما اغضب الرب لأنه لم يتوكل عليه ليتفاجأ بجسد ابنه مرميا على عرشه لاحول له ولا قوة
أما التفسير الثالث : يشبه الى حد كبير الرواية اليهودية حيث يقولون بأن أحد الشياطين غافل النبي سليمان وأخذ منه الملك …كيف؟!
بحسب الاسطورة خلع النبي سليمان خاتمه السحري واعطاه لإحدى زوجاته
فاستغل شيطان يدعى ” صخر ” الأمر وتنكر على هيئة النبي وذهب الى زوجة سليمان وطلب منها الخاتم فأعطته وعندما عاد النبي سليمان الى زوجته لم تعرفه فقامت بطرده من القصر
وتقول الرواية ان النبي سليمان بعد خروجه من القصر عمل ك صياد ولم يعرفه أحد وكان اجره سمكة أو سمكتين في اليوم وذلك لمدة 40 يوما الى ان وجد خاتمه في احدى السمكات.. فخلال تواجد النبي سليمان خارج قصره كانت تصرفات الشيطان في القصر مريبة وتدعو للشك مع انه قضى كل هذه المدة وهو متنكر بهيئة النبي سليمان حسب الرواية…
فشك وزير النبي سليمان ويقال ان اسمه آصف بن برخيا بحال النبي الحكيم. مع مرور الوقت وبدأ يدرس حركاته كلها حتى سأل زوجات النبي الاتي لاحظن ايضا هذا التغير الكلي في تصرفاته واخلاقه المنافية لما عرفن عليه النبي سليمان
فواجه الوزير الشيطان الذي ما لبث ان هرب بعد انكشاف امره وفي طريق هربه وقع منه الخاتم في البحر فالتهمته السمكة التي بطريقها وصلت ليد النبي سليمان
ولكن لماذا خسر النبي سليمان خاتمه وملكه مدة اربعين يوما تقول الاسطورة ايضا:
اخذ النبي سليمان جيشه وغزا مدينة بحرية يقال انها صيدون والتي تعرف الآن بصيدا في جنوب لبنان تزوج النبي سليمان بنت ملك صيدون “جرادة” وكانت فائقة الجمال..
عاد النبي سليمان الى بلده ومعه زوجته الجديدة التي غرقت في حزن شديد ولما سألها النبي عن سبب حزنها قالت انها اشتاقت لوالدها.. وطلبت منه ان يسمح لها ببناء تمثال يذكرها بوالدها
وبحسب الرواية سمح لها النبي سليمان بذلك فكانت “جرادة” توهم النبي سليمان بإيمانها ولكن في الخفاء كانت تجمع الجواري لعبادة التمثال والسجود له
ولكن لم يدم طويلا حتى وصل الخبر الى النبي سليمان عن طريق وزيره فغضب غضبا شديدا وقام بتحطيم التمثال لذلك سمح الله تعالى ان يخسر سليمان ملكه وخاتمه حسب الرواية اربعين يوما..
هنا عزم النبي سليمان على طلب المغفرة من الله تعالى من دون كلل أو ملل وهنا انتشرت اسطورة جديدة تتعلق بلباسه.. إذ تقول الرواية ان النبي سليمان طلب ان يلبس ثوبا طاهرا للغاية فصنعت له مجموعة من العذارى ثوبا يليق بطلبه فكان طاهرا لأنه لم تحيكه الى العذارى واقام الليل والنهار يتضرع الى الله طالبا المغفرة
ماذا حل بالشيطان الذي استولى على خاتم النبي وملكه… تقول الرواية: يقال انه بعد عودة النبي الى قصره أرسل في طلب الشيطان.. إلّا أن تمرد وجبروت الاخير حال دون ان يتمكن أحد من جلبه الى النبي سليمان
ولكن في أحد الايام بعد ان غط الشيطان في نوم عميق كبّله شياطين من اتباع النبي سليمان بالرصاص وساقوه الى القصر.. امر النبي آنذاك من صنع تابوت من الرخام ليتم ادخال الشيطان فيه واغلاقه بإحكام بالنحاس وقام بعدها بطرحه في البحر ليبقى مسجونا الى الابد
رفض العلماء المسلمون هذه الادعاءات رفضا قاطعا لعدة اسباب وهي :
انه لا يمكن للشياطين ان تتمثل بهيئة الأنبياء والمرسلين.. الأمر الثاني انه لا يليق بالله سبحانه وتعالى ان يحصر ملكا عظيما كالملك الذي وهبه للنبي سليمان في خاتم !فالله تعالى ليس بحاجة ان يهب انبيائه حاجات مادية كالخاتم ليمنحهم ملكا عظيما والدليل على ذلك ما جاء في الآية الكريمة :
“وسخرنا له ….” ولم تقل “وسخرنا في الخاتم ”
بحسب الباحث و المفكر الاسلامي علي منصور الكيالي :
أن خاتم سليمان ليس خاتما يلبس في اليد بل خاتما لفظيا وكتابيا اي انه عبارة عن جملة اساسية في الديانة الاسلامية بحسب رأيه..

حيث يقول الكيالي انه حينما ارسل النبي سليمان رسالة الى مملكة سبأ يدعوهم بها الى الايمان بالله وتوحيده بدأ رسالته ب “بسم الله الرحمن الرحيم”
وقد عرفت ملكة سبأ “بلقيس” ان الرسالة من النبي سليمان بالبسملة وهكذا تكون البسملة هي ختم النبي وخاتمه الذي بات يعرف عنه
ويقول الكيالي ان كل سورة في القرآن الكريم تبدأ بخاتم سليمان أي البسملة فهو الذي أكمل البسملة بعد نوح عليه السلام الذي قال نصفها فقط “بسم الله مجراها ومرساها”
ويقول الكيالي ايضا حسب تفسيره للآيات التي وردت بذكر النبي سليمان
*فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث اصاب* ان الريح كانت هادئة وبنفس الوقت قوية لتوجه له السفن
وهذه الآية تدل على المسافة الكبيرة التي كان يقطعها النبي سليمان في البحر اي انه سيطر على كل البحر المتوسط
“”ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره الى الارض التي باركنا فيها””
أن النبي سليمان كان يعمل في البحر وكان يطول مكوثه فيه.وأنه واجه ظرفا صعبا خلال تواجده في عرض البحر فاضطر للاستعانة بالرياح القوية. لتصل به الى القدس
وهنا يشير الكيالي ان فلسطين في اللغات القديمة تشير الى شعوب البحر اي ان الحضارة التي بناها النبي سليمان ليست في البر
والدليل ما نراه الآن من اثار حضارات الشعوب القديمة كالأهرامات للفراعنة واثار الاشوريين والتدمريين وغيرهم ..
ولم نشاهد اثارا تتعلق بحضارة النبي سليمان وهو ما يفسر الآية الكريمة “”وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي” لذلك بحسب رأي الكيالي فأن النبي سليمان بنى حضارته في البحر وقد غرقت هذه الحضارة في البحر لذلك لا نرى من اثارها شيئا
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.